شهدت العلاقات المغربية الإسبانية تطوراً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، مع تحقيق المغرب لعدد من الانتصارات الدبلوماسية، خاصة فيما يتعلق بقضية المجال الجوي للصحراء. هذه الانتصارات تعكس التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في تعزيز سيادته على الأقاليم الجنوبية وتحقيق مصالحه الاستراتيجية.
بعد سنوات من التوترات الدبلوماسية، خاصة بعد أزمة استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو في 2021، تم التوصل إلى انفراج في العلاقات بين البلدين في عام 2022. هذا الانفراج تجسد في دعم إسبانيا للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء.
في السابع من أبريل 2022، تم التوقيع على الإعلان المشترك المغربي الإسباني، الذي نص على إطلاق محادثات بين البلدين بشأن قضايا متعددة، من ضمنها إدارة المجال الجوي في الأقاليم الجنوبية للمغرب. هذا الإعلان يعد بمثابة اعتراف ضمني بسيادة المغرب على الصحراء.
في عام 2024، أفادت تقارير إعلامية بأن الحكومة الإسبانية تخطط لنقل إدارة المجال الجوي في الصحراء من شركة “إينير” الإسبانية، التي كانت تدير هذا المجال من مركز المراقبة الجوية في جزر الكناري، إلى المغرب.
هذه الخطوة تُعتبر انتصاراً دبلوماسياً كبيراً للمغرب، حيث تسعى الرباط إلى توسيع سيطرتها على الأقاليم الجنوبية بشكل تدريجي في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الجوي، الذي يعد عنصرًا استراتيجيًا من حيث الأمن والملاحة الجوية.
أسباب هذا التحول الدبلوماسي:
الدعم الإسباني لمبادرة الحكم الذاتي: قرار إسبانيا دعم خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء هو ما ساهم في تغيير موقفها التقليدي. هذا الدعم يعد من أقوى الانتصارات الدبلوماسية للمغرب في قضية الصحراء.
تغير المناخ الدبلوماسي: التحولات الأخيرة في السياسة الخارجية الإسبانية تجاه المغرب تواكبها تطورات في العلاقات الأوروبية مع الدول المغاربية، مما يعزز موقف المغرب ويمنحه فرصة أكبر لتوسيع دائرة التعاون مع القوى العالمية.
التقارب في المجال الأمني والاقتصادي: إلى جانب إدارة المجال الجوي، يمتد التعاون بين المغرب وإسبانيا إلى مجالات أخرى مثل محاربة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، مما يعزز الثقة المتبادلة بين البلدين.
هذه الخطوة تمثل جزءًا من استراتيجية المغرب لتعزيز سيادته على الصحراء. إدارة المجال الجوي هي إحدى الأدوات السيادية الهامة، وستسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والتجاري في المنطقة.
من خلال هذا التعاون، يعزز المغرب علاقاته مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات أخرى مثل الطاقة والنقل.
Leave a Reply