تؤكد الدكتورة يلينا أوستروفسكايا، المتخصصة في الطب الوقائي ومكافحة الشيخوخة، أهمية الحديد للجسم، حيث يُعد عنصراً أساسياً في تكوين الهيموغلوبين والميوغلوبين.
وأوضحت أن الهيموغلوبين، الموجود في خلايا الدم الحمراء، يلعب دوراً محورياً في نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم. أما الميوغلوبين، فهو بروتين يمد العضلات الهيكلية والقلب بالأكسجين ويعمل على تخزينه لحماية العضلات عند نقص الأكسجين، مثلما يحدث بعد بذل مجهود بدني مكثف.
وأشارت إلى أن نقص الحديد يؤثر سلباً على إنتاج هذه البروتينات، مما يؤدي إلى فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، وهو ما ينعكس على كفاءة عمل أنسجة وأعضاء الجسم.
يُعاني المصابون بفقر الدم من التعب المستمر، تسارع ضربات القلب، ضعف القدرة على تحمل النشاط البدني، وزيادة الوزن.وأوضحت أن نقص الحديد له تداعيات خطيرة، من بينها ضعف وظيفة الغدة الدرقية، حيث يؤدي إلى نقص الهرمونات التي تنتجها، مما يؤثر على الذاكرة، والوظائف الإدراكية، وتنظيم حرارة الجسم، والتمثيل الغذائي.
كما يتأثر الجهاز التناسلي بنقص الحديد، إذ إن إنتاج الهرمونات الجنسية يتطلب طاقة كبيرة، مما يستلزم مستويات كافية من الهيموغلوبين والحديد.وأكدت أن جهاز المناعة يتأثر أيضاً بفقر الدم المزمن، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض، بما في ذلك السرطان.
وأشارت إلى أن أسباب نقص الحديد وفقر الدم تشمل سوء التغذية، مشكلات الجهاز الهضمي التي تعيق امتصاص الحديد، الحيض الغزير، الحمل، والرضاعة لدى النساء. كما قد تكون هناك أسباب وراثية مرتبطة بضعف استقلاب الحديد.
وأضافت أنه من الضروري التمييز بين فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وأنواع أخرى من فقر الدم، مثل تلك الناتجة عن اضطرابات في نخاع العظام، نقص حمض الفوليك، أو فيتامين B12.
Leave a Reply